بعد رحلتي إلى كوريا الجنوبية في نهاية ٢٠١٩م،  كنت مثل غيري من محبي السفر؛ لدي العديد من الخطط والوجهات التي أرغب باستكشافها في ٢٠٢٠، لكن الذي حصل أن والدي رحمه الله توفي في أول السنة ثم جاء الوباء ليوقفني كما أوقف العالم كله عن خططهم وآمالهم. اليوم وأنا اكتب هذه الكلمات في آخر ساعات سنة ٢٠٢٠م، أُكمل سنة كاملة بدون ركوب طائرة إلا لمرة واحدة لتأدية واجب عزاء، فهذه السنة مرت بدون سفر أو رحلات وهو الشيء الذي كان يدفعني كثيراً للأمام ويجعلني أحب الحياة أكثر.

لكن الجانب الإيجابي في هذه السنة، أن هذا العام كان من أكثر الأعوام التي أكتب فيها العديد من التدوينات والمقالات المتخصصة في السفر، حيث قمت بكتابة (٥٠) مقالة نشرت منها حتى الآن في عام ٢٠٢٠ ما يقرب من (٣٣) مقالة بمعدل مقالة كل أسبوع ونصف تقريباً، تضم هذه المقالات العديد من المعلومات المهمة والرئيسية حول الكثير من الوجهات التي سافرت لها حول العالم وكان هدفي الرئيسي ليس تقديم محتوى أدبي بل كان الهدف الرئيس هو تقديم مقالات تكون ذات فائدة كبيرة جداً للراغبين بالسفر إلى تلك الوجهات. ومن الأشياء التي قمت بها هذا العام تغيير تصميم الموقع إلي تصميم سهل وشخصي وأقل تعقيداً من التصميم السابق.

قمت كذلك في بداية ديسمبر بنشر أول فيديو في قناتي باليوتيوب وهي الخطوة التي طالما كنت أراها مستحيلة، لأنني من الناس الذين لا يحبون التصوير فما بالك بتصوير الفيديو ونشره في اليوتيوب.!
قمت حتى الآن بنشر ٣ مقاطع، وبطبيعية الحال فطريقتي في الحديث وأسلوبي كان متردداً وهذا أمر طبيعي لإن للكاميرا رهبة حقيقية خصوصاً في البدايات، مع أنني لم أكن أعتقد أنني سأتوتر أمام كاميرا أنا من قمت بوضعها أمامي وأنا من ضغط على زر التسجيل.! لكن فعلاً للكاميرا هيبة 🙂

بالنسبة لقناتي في اليوتيوب، فأنا أفكر بها كما أفكر بمواقعي ومدوناتي السابقة (مدونة أيام، مدونة كتب، موقع جواز سفر، إلى آخره…)، يهمني جودة المحتوى قبل كل شيء، ولن أهتم بنشر فيديو في موضوع لا يهمني من أجل كسب المشاهدات.

خطتي الحالية، هي نشر ٥٠ فيديو على مدار عام (كل أسبوع فيديو) وبعد ذلك أقيم القناة والمحتوى تقييماً شاملاً، وبين كل فيديو وآخر سأحاول التطوير من نفسي وأسلوبي -الذي أراه ممل حالياً-، صحيح أن المحتوى في الفيديوات الـ٣ المنشورة حاليآً لم يكن هو المحتوى الذي أرغب بتقديمه، لكن وبسبب وباء كورونا وإيقاف السفر الخارجي في السعودية، فهذا المحتوى هو الذي أستطيع تقديمه حالياً، ولدي خطة لتصوير محتوى أكبر إمتاعاً وارتباطاً بالسفر بعد زوال الوباء بحول الله، لاتنسى الاشتراك في القناة وإعطائي رأيك وأفكارك، شكراً مقدماً.

ومن الأشياء المرتبطة بالقناة أو التصوير عموماً هو عودتي للكاميرات الاحترافية مجدداً، وأرغب فعلاً بممارسة والاستمرار بالتصوير سواءاً التصوير الفوتوغرافي أو تصوير الفيديو، لكن الاستمرار بالنسبة لي يرتبط بالسفر، حيث أنني أصور أكثر عندما أسافر.

من الأشياء التي بدأت القيام بها أيضاً التطوع لترجمة أفلام قصيرة لأحد القنوات الجميلة في اليوتيوب إلى اللغة العربية، وسأضع كل فترة فيلم منها على المدونة أو تويتر، والذي دعاني لترجمة أفلام هذه القناة هو محتواها التحفيزي الرائع والخالي من المبالغة أو التحفيز الكاذب، لإن غالب من يقابلون هم من كبار السن الذين مرستهم الحياة مرساً وصاروا مدركين إلى حد كبير واقع وحقيقة الحياة.

لا أدري ما الذي سيحصل في عام ٢٠٢١، لكن كل ما أنا مدركه هو رغبتي بالعيش بهذه الحياة بدون التفكير كثيراً في الأمور كما كنت أفعل سابقاً، فالحياة صعبة لكنها ليست معقدة، ولم أعد أخطط للعام الجديد كما كنت أفعل سابقاً، ولم أعد أهتم كثيراً بعمل الخطط، لإنه يوجد لدي أهداف معينة أرغب بتحقيقها على مدار سنوات وليس أيام أو أشهر، فقد اكتشفت أن الحماس الذي يأتي في آخر السنة هو غالباً حماس مؤقت سيختفي بمرور أول أسبوعين من السنة الجديدة، لذلك أصبحت لا أبني الآمال على السنة الجديدة بل على البدء في ما أرغب به بدون توقع أن كل شيء يتحقق بسرعة وبخطط مدروسة.

أدعو الله أن يكون هذا العام عاماً سعيداً وجميلاً علينا جميعاً.

محمد الخضير،