مرحباً

أكملت اليوم ٣٠ يوماً من انقطاعي عن السكريات (الحلويات، الشوكولاتة… إلخ)، وشعوري غريب حيث أنني لم أكن أعتقد أنه بإمكاني فعل هذا في يوم من الأيام، لكنني فعلتها : )

قبل أن أذكر لكم تجربتي، أحب أن أوضح لكم أن توقفي عن تناول السكريات كان يشمل التالي:

  • توقفت عن تناول السكر الخام مع الشاي أو القهوة.
  • توقفت عن تناول الحلويات بمختلف أنواعها بما في ذلك الزبادي المحلى وغيرها من الأشياء التي تبدو صحية في ظاهرها.
  • توقفت عن تناول الشوكولاتة (تويكس، جالكسي إلى آخره من الحلويات)، بما في ذلك الشوكولاتة الداكنة.
  • توقفت عن تناول الكثير من المأكولات التي يدخل في مكوناتها كميات كبيرة من السكر، مثل بعض أنواع رقائق الفطور أو الخبز أو المعجنات وغيرها.

في بعض التجارب التي قرأتها كان البعض يتوقف عن تناول السكر نهائياً حتى لو كانت شريحة الخبز تحتوي على نصف جرام من السكر.!
لكنني لم أصل إلى هذا المرحلة، حيث كان توقفي فقط عن المأكولات التي يكون السكر مكوناً أساسياً فيها أو المأكولات والمخبوزات التي تحتوي على كمية سكر عالية.

عندما أذهب للتبضع أقوم بمشاهدة المعلومات الغذائية أو الحقائق الغذائية كما يحب البعض أن يطلق عليها و التي تكون في الوجه الأمامي للمنتج (سواءًا كان كيس خبز، رقائق فطور، أو زبادي)، وهذا شكلها:

 

شرح لبطاقة المعلومات الغذائية

شرح لبطاقة المعلومات الغذائية

 

غالباً الحقائق الغذائية التي تكون أمام المشتري تحتوي على الأشياء المهمة فقط، مثل : السعرات الحرارية، الدهون، الدهون المتحولة، الملح، السكر … وفي خلف أو على جوانب أغلب المنتجات نجد المعلومات الغذائية بشكل كامل ومفصل مثل هذه الصورة:

 

شرح لبطاقة المعلومات الغذائية

شرح لبطاقة المعلومات الغذائية

 

عندما أرى أن مستوى السكر مقبول أقوم بشراء المنتج، والعكس صحيح في حالة أن كمية السكر عالية وغير طبيعية، والحقيقة أنني أصبت بالدهشة حيث أن أكثر المنتجات تحتوي على كميات ضخمة من السكر.!

سأعطيكم مثال: الإنسان الطبيعي يجب أن لا يتناول أكثر من ٥٠ جرام سكر، لكن شرب علبة مشروب غازي واحدة فيها أكثر من ٤٠ جرام سكر.!
تناول شوكولاتة تويكس أثناء شربك لقهوتك يكلفك أكثر من ٢٥ جرام سكر.! بل أن ملعقتين سكر مع كوب القهوة أو الشاي يحتويان أكثر من ١٠ جرام سكر.!
طبعاً لن أتحدث عن الحلويات العربية أو التشيز كيك، أو الحلويات التي نقوم بشرائها من المقاهي والتي تحتوي  قطعة واحدة منها على كميات من السكر تكفي الشخص لأسبوع أو أكثر.! ناهيك عن الدهون.!

الخلاصة؛ نحن نتناول الكثير والكثير والكثير من السكر.!!
السكر يقوم بلخبطة عمل كل شيء في أجسادنا بدون مبالغة، عملية الأيض والحرق تختل، الشعور بالجوع يزداد، الرغبة في تناول المزيد من السكر والدهون تتضاعف.!

أعذروني على الاستطراد، واسمحوا لي أن أعود لتجربتي : )

كما قلت في الموضوع السابق أنني من مدمني الحلويات، ولا يمر يوم إلا وأتناول كمية كبيرة من الحلويات والشوكولاته تصل إلى ٣ مرات يومياً، سواءًا مع القهوة أو بمفردها.
ومن شدة إدماني للحلويات، فأقوم أحياناً بعدم تناول بعض الوجبات الرئيسية من أجل أن آكل اصبع من الشوكولاتة أو قطعة من الكيك بدون تأنيب ضمير كبير.!

ومع أنني استطعت في أحيان كثيرة السيطرة على نفسي فيما يخص الأكل من المطاعم والوجبات السريعة إلا أنني لم أستطيع أن أتوقف عن تناول الحلويات ولو لمدة بسيطة.!
لذلك قررت قبل شهر التوقف عن تناول الحلويات لمدة ٣٠ يوماً ومشاهدة تأثير ذلك علي من جميع النواحي وأهمها الوزن ونسبة الدهون…

ما الذي أحسست به.؟

في الأسبوع الأول كنت أشعر بإرهاق شديد، وكنت أستطيع أن أشم رائحة الحلويات والشوكولاتة من مسافة بعيدة : ) وكنت أحس بضعف وتوق شديد لتناول قطعة صغيرة من الكيك أو جزء صغير من شوكولاتة مفضلة لدي.

لكنني استطعت تجاوز هذا الأسبوع بصعوبة وحصلت المفاجأة التي استوعبتها الآن.!

توقفي عن تناول السكريات جعلني لا أشتهي الطعام كثيراً كما كنت في السابق.! أصبحت  لا أشتهي الأكل كلما أراه.!
حيث أنني في السابق كنت أستطيع الأكل طوال الوقت، سواءًاً حلويات أو وجبات عادية وغالباً ما تكون وجبات دسمة مليئة بالدهون وخالية من المواد المفيدة.!

بدون مبالغة، شهيتي للأكل انخفضت بنسبة ٦٠٪، وأصبحت آكل فقط لكي أعيش.! ولست آكل لمجرد الأكل ولا شيء غير الأكل.! وكلما أكلت -في السابق- شعرت برغبة في أن آكل المزيد والمزيد.!

أما الآن وبعد قطعي للكميات الضخمة من السكر والتي كنت أتناولها كل يوم أصبحت آكل وأستلذ بكل وجبة وأستشعر العناصر الغذائية التي أقوم بالسماح لها بالدخول لجسدي، وبدأت في التركيز على طعامي وما الأشياء التي يجب أن آكلها وما الأشياء التي يجب أن أقلل منها.
ومن ضمن الأشياء التي استوعبتها نتيجة توقفي عن تناول السكريات، هي كميات الدهون التي كنت أتناولها سابقاً، فبدأت أدقق كثيراً في كمية الدهون في الطعام.

من الأشياء التي بدأت بفعلها هو تناول الكثير من الفواكة، حيث أقوم الآن بتناول ما لايقل عن ٣ إلى ٤ حبات من الفاكهة يومياً وذلك لتعويض فقدان السكر، ورغبتي الشديدة في تناول أي شيء حلو الطعم، والفواكة أفضل وألذ وسيلة لتعويض السكريات الموجودة في الحلويات والشوكولاتة.

ومن الأشياء التي توقفت عن فعلها هو شرب القهوة والشاي يومياً، حيث أنني كنت أشرب القهوة فقط عندما تكون أمامي قطعة من الحلوى أو الشوكولاتة، أما الشاي فتوقفت عن شربه بسبب أنني لا أستسيغه بدون سكر.
هذا الشيء دعاني لشرب كميات أكبر من الماء، وبعض المشروبات الساخنة الأخرى مثل النعناع، البابونج وغيرها…

أما بالنسبة للتغيرات الجسدية، فأصبحت طاقتي أكبر ولا تنفذ بسرعة كما في السابق ورغبتي في النوم قلت بنسبة كبيرة حيث تكفيني الآن ٦ إلى ٨ ساعات من النوم المتواصل على عكس السابق حيث كنت أحتاج من ٩ إلى ١٠ ساعات.!

الطاقة التي أشعر بها الآن بسبب توقفي عن تناول السكر لا أستطيع وصفها أبداً :)، في الأسبوعين الأولين كنت أشعر بتعب أحياناً لكن الآن طاقتي في الغالب عالية ومتوفرة متى ما احتجتها.

ما هي المشكلة الآن.؟

المشكلة بالنسبة لي أنني بعد تجربة الشعور الرائع الذي أحسست به بعد توقفي عن تناول السكريات، وبعد تأثير ذلك علي من ناحية توقف الشهوة السابقة والتي كانت تجعلني أشعر بالجوع كل وقت؛ هو أنني فعلاً لا أرغب بتناول السكريات مرة أخرى 🙂
نعم أشتهي كثيراً تناول صحن كبير يحتوي على تيراميسو إيطالية حقيقية أو تشيز كيك لذيذ أو حبة مفن تحتوي على قطع من البلوبيري الطازج، لكن تأثير هذا الشهر يجعلني أرغب بالاستمرار أكثر وأكثر.

لا أدري إذا كان هناك أشخاص لا يتناولون الحلويات لفترة طويلة طواعية منهم مع حبهم لها، رغبة في الإيجابيات التي شعرت فيها هذا الشهر، ولكن إذا كنتم سمعتم أو قرأتم عن هكذا أشخاص فدعوني أعرف عنهم لعل ذلك يقوّي عزيمتي أكثر ولا يجعلني أشعر أنني وحيد وغريب.! : )

ليست هذه مشكلة الآن، فسأقضي بعض الأيام لأفكر في هذا الموضوع قبل تناول القطعة الأولى من الحلوى المفضلة لدي، وقد يكون الحل الأنسب هو تناول الحلويات مرة أو مرتين أسبوعياً، لكن الشيء الأكيد أنني لن ولا أرغب في العودة للوضع السابق والأكل من الحلويات والسكريات بكميات كبيرة.!

بالنسبة للقياسات فهذه هي بعد مرور شهر من توقفي من أكل السكريات فقط، حيث أنني ما زلت آكل من مطاعم الوجبات السريعة وأذهب للنادي كما في السابق من ٤ إلى ٥ مرات أسبوعياً:

  • الوزن:٧٨ كجم (انخفاض ٢ كيلو)
  • الخصر: ٨٣.٥ سم (سابقاً ٨٩.٥ سم)
  • نسبة الدهون: ١٧.١ ٪ (سابقاً ١٩.٦)

كما ترون في الأعلى، انخفاض كيلوين من وزني، ونزول نسبة الدهون ٢.٥ ٪ خلال شهر واحد وفقط.!! والأهم من ذلك زوال كمية كبيرة من الدهون الموجودة بالخصر (والتي يعتبر إزالتها من أصعب الأماكن)، حيث أصبح قياس الخصر ٨٣.٥ أي بنزول قدره ٦ سم.! خلال شهر واحد فقط.!!

هذا كل شيء  : )

أتمنى أن تكون تجربة التوقف عن تناول السكريات لمدة شهر مفيدة لكم وتلهمكم لفعل شيء مشابه أو أفضل حتى..

شكراً لكم ..

 

محمد،،